ما أقصر الليالي

ما أقصر الليالي أبيت جالسا أمام القنديل و لا أبالي ، و الكون من الحراك خالي ، لا همسُ خفيتٌ ولا صوت للضجيج عالي،وحيدا... أشدو نشيدا ، فأحس قلبي فرحاً سعيدا ،و أبدع شعرا قصيدا، لا أرى سِوى أنوارًا في الظلام ،و نجوما في سوادٍ كالأعلام، و الكلّ نائمون بسلام.....في أغاني ، يملأ نشيدي مكاني ، و ينثرُ قلبي ما يُعاني، من الأحزانِ ، إلى أن يملأ الدّمع أعياني
فأتوقف عن الإنشاد ،و تسيل دموعي حتّى يبتلّ الرّماد، و من ثم يهنا الفؤاد، فأشعر بالإغماء ،وأغمِسُ رأسي في الماء ،ثم أرفعه في السماء ، فأدرك أني ما زلت وحيدا ، ولا بمكن لي أن أحيا سعيدا ،لطالما كنت بعيدا.....زمان القهر ، طول السهر ، وآلام الظهر ....أشتكي من حبيب ،قد كنت أحجوه حِبّا و نجيب ، فمالي أناديه ولا يجيب ، لكنّ الأمر ليس بعجيب ،فأنا دوما وحيد وفريد، و الكل هنا يُحبّ كما يريد ،وأناأسقي شجرة قلبي بالدموع ،و عمري يذوب مثل الشموع ،جسم ضعيف ،و قوام نحيف ،في كل يوم أكابد السقام ،قطعت عليّ عهدا ، وهي تسعى للأنتقام ، وكل فرد أحبه، صار يثقرّب إليّ بالشفقة ، كأنهم يمدون عليّ بالنفقة ، ،فلن أحب أدا بع اليوم ، فلا أصل له في الناس، ولا مقعد له في الأجناس ، و قد عنيت كل ما عنيت و انظروا ماذا جنيت ،....جسمٌ معتلّ ، و عقلٌ مختلّ ، فلا صديق يعاتبني ، ولا حبيب يداعبني ، ولا خليل يلاعبني ،ولا رفيق في الأنام ،وتمضي أيام وأنا لا أنام ، وما أقصر الليالي ،أمام قنديل ، والوقت يمر وأنا لاأبالي ،و الكون من الحراك خالي ، لا همس خفيت ولا صوت للضجيج عالي.....

أين الحبيبُ وأين خِلّي الغالي ***ولِما جفا وأبى إليّ وصالي
وغدت قوامة جثتي في سجنها***سقمي عليّ مصفد الأكبالِِ
شيبي بدا وأنا بعمر غزالةٍ*** حبّي عليه مصفّد الأقفالِ
*** لا تترُكَنــّي في القفار الخالي صرف الهوى لمّا هوى ناديته
مهدي يوسف